الخميس، 28 أغسطس 2008

حوار عادى فى زمن اختفت فيه الاخلاق

مى في سن المراهقة (16سنوات) تجلس مع جدتها (70 سنة) ويدور بينهما هذا الحوار:


مى: تيته ميرو إزيك..بقى لي زمان ما قعدتش معاكي


الجدة: وهو أنا عارفة أتلم عليكي خالص.. ده أنا قاعدة زهقانة قوي ومش لاقية
حاجة تسليني

مى: ومابتفتحيش الدش ليه يا تيته


الجدة
: التليفزيون بقى ممل خالص مافيهوش غير 9700 محطة بس!.وأنا كمان ما بعرفش أغير المحطات!

مى: وإيه الحلاوة دي؟ حلو البدي اللي انتي لابساه ده..بس ده
موضة قديمة قوي ياتيته !

الجدة : يا بنتي أنا ست دقة قديمة وبالبس زي ما
جيلنا الصاعد اتعود وحسب التقاليد القديمة بتاعتنا

مى : أيوه بس مش
حاسة إنك مخنوقة وانتي لابساه؟

الجدة: أبداً ده هو ده اللبس المحتشم اللي
مفروض الكل يلبسه ويحافظ عليه..فين أيام زمان لما كنا نلبس البدي اللي مبين البطن والظهر بس، مع البنطلون السترتش الجلد …كانت حاجة آخر روشنة

مى : ياه
يا تيته.. ده انتوا كان ليكم تقاليد غريبة خالص !

الجدة: أمال انتي فاكرة
إيه .. وبعدين كانت الست من دول ما تلبسش اللبس الخليع بتاع اليومين دول..يعني الجيبة كان ما يقلش طولها عن شبر وربع .. وكانوا الستات يلبسوا فوقيها بلوزة باستمرار ..مش زي دلوقتي! حسبي الله ونعم الوكيل!

مى : يا خبر .. وإيه
كمان ياتيته

الجدة: ح أقول لك إيه ولا إيه يعني خدي عندك مثلاً .. زمان كنا
نسمع الطرب الأصيل لمطربين حقيقيين زي مصطفى قمر وعمرو دياب وطبعاً كانت سيدة الغناء "شاكيرا"، وكانت الأغنية مدتها أكثر من دقيقتين متواصلين من الطرب الأصيل والموسيقى الهادية الراسية اللي تعمر النافوخ بصحيح كانوا مطربين روشين وآخر طحن، حسبي الله ونعم الوكيل!

مى: وبعدين ياتيته


الجدة : وبعدين
كنا نسمع على حاجة اسمها اسطوانات ليزر، ودي صحيح انقرضت، بس كان ليها طعم عن دلوقتي، يا سلام لما كنا نحطها في الووكمان ونعلقها في حزام البنطلون كده ونمشي في الشارع كده، كانت أيام جميلة. حسبي الله ونعم الوكيل!

مى: حكاويكى
ممتعة قوي يا تيته .. ثانية واحدة بس لما أصحي مصطفى صاحبي فى المدرسة لأنه بايت معايا في الغرفة من امبارح ..أصل الإنسان الآلي بتاع الصحيان بايظ ولازم نصلحه النهاردة

الجدة: طيب ياحبيبتي روحي


(
بعد عدة دقائق
)

مى: هاااا يا تيته.. وبعدين


الجدة : أحلى أيام بقى كانت أيام
الدراسة، الفصل كان على أيامنا رايق وعدد التلاميذ فيه ما يزيدش عن ستين سبعين تلميذة، وكنا ساعتها بنعرف نفهم الدرس كويس مش زي دلوقتي، وكانت الشوارع أيامها فاضية يعني كانت إشارة المرور تقعد ساعة إلا ربع بس لأن مصر كلها كان تعدادها 70 مليون مش أكثر، تخيلي بقى الروقان اللي كنا فيه؟ حسبي الله ونعم الوكيل!

مى : 70 مليون بس؟
!!

الجدة : أمال إيه .. عشان كده كانت كل
حاجة رخيصة ، يعني مثلاً كيلو اللحمة يوم ما يضربه الدم كان يبقى بخمسة وتلاتين جنيه أو اربعين جنيه، وكان أتخن جوز جزمة بـ 250 جنيه، وكان الواحد يقدر يشتري شقة تمليك بـ 150 ألف جنيه بس..وكان اليورو بسبعة جنيه و نص بس تخيلي بقى؟

مى : ما هو علشان كده الجواز على أيامكم كان سهل خالص، إحنا بقى خلصنا
من العُقد دي

الجدة : يا بنتي إحنا اتربينا على الأخلاق والفضيلة والعادات
والتقاليد . يعنى كان أهل الفن محتشمين جداً وكانوا دايماً يطلعوا بالمايوهات والمذيعات كانوا يقعدوا جنب الضيف مش زي دلوقتي.. هيـ يـ يـ يـ ـه الله يرحم دي أيام.. فكرتيني بالذي مضى حسبي الله ونعم الوكيل!
تمسك الجدة بتليفون محمول في
حجم علبة الكبريت)

مى : ح تكلمي مين يا تيته


الجدة : الحقيقة
أنا كنت موصية الجزار على اتنين كيلو لحمة و اديته 600 دولار عربون وعايزة أطلبه أشوف إذا كانت اللحمة وصلت ولا لأ ..

مى: (تنهض من مكانها) تشاو سي يو
تيته!

الجدة: سي يو


وبعد مرور عدة ساعات انتابت الجدة خلالها
غيبوبة بسبب الشيخوخة

و في المساء دار هذا الحوار بين الجدة والحفيدة
:

الجدة: إنتي كنتي فين يا مى؟


مى :أصل إحنا أخدنا الولد من
الحضانة ..

الجدة : ولد !! ولد إيه اللي أخدتوه من الحضانة؟


مى : آه صحيح أنا نسيت أقول لك .. أصل أنا جبت ولد من مصطفى صاحبي


الجدة: يا بنتي مستعجلين على إيه مش لما تتجوزوا ؟ حسبي الله ونعم الوكيل
!

مى : يا سلام عليكي يا تيته.. إنتي عليك تحكيمات غريبة..طيب إيه اللي
يمنع نخلف من غير جواز أنا شخصياً عملتها ونفعت

الجدة : مشكلتي إني ما
باعرفش أزعل منك يا فتفت يا عكروتة ..وسميتوا المحروس إيه بقى

مى
: سميناه (دوت كوم) ..

الجدة : نعم . دوت كوم؟ نظام هاي تك بقى؟ يعني لما
تعوزي تنادي له تدوسي (إنتر) ولا إيه بالضبط ؟

مى : ها ها ها ها
.. إيه الخفة دي يا تيته .. والله فكرة .. لما أعوز أنده له أدوس إنتر .. ولما أحب أقول له روح أودتك أدوس
(
ألت و إف4
)

أفتح لك التليفزيون يا تيته عشان
تشوفي نشرة الأخبار

مى تضغط الريموت كنترول لنرى شاشة كبيرة بطول وعرض
حائط الغرفة، وتظهر صوت مذيعة مصحوبا بلقطات للأنباء تقول:

المذيعة : هاي
شلة! إليكم عناوين أخبار الفن

-
زفاف المطربة صباح على حفيد الفنان الراحل
راغب علامة

-
الفنان حازم احمد محمد هنيدي يهاجم نجوم الكوميديا الجدد


المذيعة: فينيش باي
.




حوار بين حفيدة وجدتها عام 2080

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

مدونتنا الالكترونية

مدونتنا لالكترونية .....دي مدونة مش عادية

فن وعلم وتأهيل.......... بانت فوا يدها الكتير

وللضغوط واجهنا .......ولشهد الكلمات عرفنا

وللمهارات عرضنا ......وقلب مصري شرفنا

* * * * * * *

وفارس بلا جواد............. جامد في التحليل

والسهم المكسور........... واجه واتحدي كتير

الشكر للي فعل .............. والشكر للي نفذ

والشكر وكل الحب ........لاصداقئنا الغاليين

اللي لينا قريبين ...........ومعانا متواصلين


وسط السماء الدامية .......نجوم عالية منورين


ودايما احنا وهما .............للتعليقات كاتبين

اعتذر عن المدونات التي لم تظهر في البوست

الأحد، 10 أغسطس 2008

انا اسف..... اذا فى يوم....... حبيتك





احسها...............

كنجمات بلا اضواء.....

كصيحات بلا اصوات.....

كعش فاق كل الخيال.....


**** ****

حين ينبلج الصباح....

حين يرتفع الصياح....

اشواك زهرك تبتسم.....

لفريسة تهوى الخطر....

**** ****

فى عمق احساسى يضج السمع...

فى غابة الاحزان يزيد القمع....

وانا غريب فاقد الاهل....

والبيت يسكنه غريب الدار....

**** *****

تبتسم الاقمار.....

وترقص الكواكب....حين ترى بريقك الخاطف

حبات الندى مغزولة على الجبين .....

وغناء البلابل يذكرنى بصوتك الحزين......

لكى وحدك ارسم الاشجار........

على طريق العاشقين..........

انصتى هذه موسيقى الاكوان .....

تنشد لكى لحن الحنين......

استمعى يا من كنت هناك...........

لن تمحى ذكراك مهما طالت السنين .....

لن تمحى ذكراك يا عطرة النسيم .....

لا لن تمحى...........................................

يا من احببتك طيلة السنين

السبت، 2 أغسطس 2008

(عذرا ........والدى العزيز..........لن اسامحك)






عندما كانت صغيرة .. كانت تُراقب والديّها .. وتعاملهما مع بعضهما البعض .. كانت لا تفقهُ معنى إنشاء أسرة وتحمّـل مسؤولية .. لَمْ تكن تعي .. مُعاركة السنين ومُجاراة الأنين .. لَمْ تكن تعي كُل هذهِ الأمور.. وإنمّا كانت تحلم بأسرة صغيرة وأبناء تضمهُم إلى صدرها الدافئ .. وتُحيطهم بيديّها الحانيتيّن .. تُلاعبهم .. تُقبلهم .. تُربيهم .. يُخالط جسدها أجسادهم .. تُرضعهم الحُب والحنان .. وحينما كَبرت .. أحسَّت باقتراب تحقق أحلامها .. حتى تخرجّت مِنْ الثانوية .. بتقدير عالٍ يُؤهلها لدخول الجامعة , فانهالت التبريكات عليها مِنْ كُل مكان .. أهلها .. أقرباؤها .. بنات عماتها وبنات خالاتها ..

ومَضَتْ الأيام بسرعة مِثلما كانت تُريد
" مي " نعم .. إنها مي تلك الفتاة التي لَمْ تتجاوز التاسعة عشر بعد .. فتاة جميلة .. خلوقة ومُؤدبة وملتزمة .. حرص أهلها على تربيتها وتعليمها .. مرّت الأيام كأنها برقٌ تتالى .. والله المُستعان .. حتى دَخَلتْ مي إلى الجامعة .. وحَرصت على طلب العلم الشرعَي ..

مرّ اليوم الدراسي وكانت في أوّج سعادتها .. برغَمِ مافي هذا اليوم مِنْ رهبه ,, كون الإنسان انتقل مِنْ عالم القيود ..وتحرّر مِنْ الزى الموّحد .. ومِنْ الفسحة وانتظار جرس انتهاء الحصة المدرسية ..إلى عالم مفتوح .. مُتحرر .. يعتمد الإنسان بهِ على نفسه .. ويحرص هو على دراسته ومستقبله .. فليس هُناك جرس يُنذر بانتهاء الحصة ولا يوجد " طابور صباحي " يُشعِر بالملل والكآبة ,, وليست هُناك (حصة أولى) , التي لطالما سَمِعنا بها ولَمْ نكن نعلم ما يُقال بها مِنْ أثر النعاس ..

نعود إلى
مي .. وكعادة الأسبوع الأول في الجامعة .. نرى عدم الالتزام في حضور الساعات الدراسية .. مُتعللين الطلبة بـ " السحب والإضافة " .. وما هي إلا حجج واهية .. من أجل استطالة الإجازة الصيفية .. ولكِنْ مي كانت حريصة على حضور الساعات الدراسية , برغم تغيّب بعض الدكاترة إلا إنها كانت ترقب بعينيّها باب القاعة .. مُؤملة نفسها بدخول دكتور المادة .. فبدأ الحماس ينطفئ قليلاً في قلبها .. فأخذت تتساءل في نفسها " تُرى ما بهم لا أحد يحضر " بينما هُناك قاعات قليلة جداً قد بدأ الأستاذ بالشرح ..

وبينما كانت تتمشى في ممرات القاعات .. حتى رأت صديقتها أيام الثانوية .. فسلمّت عليها وتهلل وجهها مُستبشراً ,, وتحدثّت معها .. عَنْ الجامعة وفي أي كلية .. وكيفيّه الساعات الدراسيّة .. والنظام .. فأخبرتها صديقتها التي سبقتها بعام واحد إلى الجامعة .. بكل شئ .. وساعدتها ..

هُنا .. اطمأنت
مي وزال الخوف والتردد الذي بها .. ثم عادت إلى البيت .. وأخَبَرتْ والدتها بما جرى .. وما رأت في الجامعة .. وأن الحياة مُختلفة تماماً عن المدرسة .. وتوالت الأيام بجدٍ واجتهاد .. حتى حَصَـلت ْمي على أعلى الدرجات , وانتهت السنة الدراسيّة الأولى .. وبدأت مي تشعر بالحاجة إلى الحُب والعطف .. لَمْ يكن والديها مُقصرين معها بما تُريد .. ـ ولكِنْ ـ كانت تفتقد إلى الحُب والكلمات .. حتى تمنّت لو أنها لَمْ تكبر .. لتغيّر مُعاملة والديّها .. فقد أصبحوا مُنهمكين بتربية إخوانها الصغار .. وأهملوا حاجة مي إلى الحُب والرعاية .. ظنّوا أن الإنسان حينما يكبر ويدخل إلى الجامعة .. قد يتجرّد مِنْ الإحساس .. ولم يعد بحاجة إلى كلمات الحُب والعطف أو إلى يديّن حانيتيّن تمسح على رأسها حتى تنام .. لم تعد ترى مي إقبال والدها عليها وتقبيلها ومُلاعبتها .. فأمها دائماً مشغولة بأمور البيت والأبناء ..

وبينما كانت تجلس على سريرها قد داعب النوم عينيّها .. إذ بحلمها القديم بدأ يعود إليها .. وبدأت تتعطش إلى تحقيقه .. حِلمُ " الزواج " وتكوين أسرة .. وكانت تُردد
كانت تحلم برجل يأوي إليها وتأوي إليه .. رجل يُقاسمها همومها .
. ويُشاركها أفراحها .. فبدأت تُفكّر ـ تُرى مَنْ سيكون ومتى ؟ حتى غالبها النُعاس .. فاستسلمت للنوم

لَمْ تكن مي فتاة متهورة .. كباقي الفتيّات .. تبحثُ عَنْ قِصص العشق والهيام ,, ولَمْ تكن تحلم بمغامرات عاطفية .. ورسائل غرامية .. أو نظرات مِنْ ابن الجيران .. فقد كانت فتاة مُحافظة تخافُ الله .. وتحضر الدروس والحلقات .. ولطالما رَسَمتْ صورة ذلك الزوج في بالها , وكانت تُريده مُستقيم .. يعينها وتُعينه على هذهِ الحياة ..

مرّت الأيام إذ بالخُطّاب بدأوا يطرقون بابهم .. مِنْ أبناء عمومتها وغيرهم .. وكان الوالد يرفض رفضاً قاطعاً دون مُشاورة
مي أو أمها .. فقد كان يُريدها أن تُتم الدراسة الجامعيّة .. ولَمْ تكن مي تعلم بذلك .. حتى مرّت سنتان .. إذ كانت بأحد المجالس مع بنات عمها .. وهذهِ تتباهي بزوجها وتلك بخطيبها .. وتلك قد قاربت على الولادة .. وبقيّت مي صامته مُوكلة أمرها إلى الله عزَّ وجل , ولَمْ يكن يظهر عليها أي شئ , فقد كانت تُخفي في قلبها أحلامها وآمالها .. إذ بـ " نوران " ابنة عم مي , تقول لها :مي ( متى نفرح بيكى ) , فأطرقت رأسها حياءً ,, فقالت الأخرى : ( مي محدش عاجبها ) , فارتبكت مي قليلا ورفعت رأسها قالت : لِمَ ؟ فقالت ابنة عمها " كل ما يتقدم لكي حد رفضتيه " ؟

فتعجّبت
مي جداً , كيف ذلك ؟ ومتى ؟ ولكنها لم تنطق حرفاً واحداً ,, فقالت ابنة عمها : خطبكِ فلان وفلان وفلان , ولكنك رفضتي , والدك قال ذلك .. فأصيبت بصدمة ,, ولكنها أخفت ذلك واستأذنتهم قليلاً وعادت لبيتها .. تتقلب الأفكار في رأسها .. يمنةً ويسره .. والهواجيس تُخيفها .. تُرى لِمَ أبي وأمي لم يُخبراني .. أوليس مِنْ حقي أن أقرّر .. وأن أرفض أو أوافق ..!

دخلت البيت ,, إذ بأمها جالسة .. وكان يقتلها الحياء .. مِنْ مُصارحة والدتها .. فسلمّت على والدتها وتحدثّت معها قليلاً , ولكِنها لَمْ تخبرها بما سَمِعت مِنْ بنات عمها .. فصعدت إلى غرفتها وألقت بنفسها على وسادتها .. ثمّ استرجعت قواها وذكرَت ربها .. وصلت ركعتين .. دعت ربها أن يرزقها " الرجل الصالح " ,, وطردت تلك الأفكار والهواجس من رأسها ,, وقالت : لله الأمر من قبل ومن بعد ,, وما زلتُ في بداية عُمري ..

قارَبَتْ
مي على الانتهاء من المرحلة الجامعيّة و لم تتجاوز الثالثة والعشرين ,, وكُلمّا رأت زميلاتها وبنات خالاتها وعماتها ,, تتزوّج الواحدة تلوّ الأخرى , تحزن في قلبها وتقول متى سيأتي نصيبي ..
" أنا فتاة جميلة وجامعيّه وقبيلتي يُشار لها بالبنان " , ما هي أسباب والدي لرفضه تزويجي ,, كَمْ كانت تُفكّر كثيراً , رغم إنها تحاول إبعاد هذا الأمر عن بالها , حتى تخرّجت مِنْ الجامعة ,, وبدأ الخطاب يقلون ,, لِما أشتهر عَنْ والدي في القبيلة وخارجها إنه يرفض تزويج بناتهِ,, حتى تجرأتُ وحادثتُ والدتي " لِمَ يردُ أبي الخُطاب عني " ,, ولكِني أحسستُ بتفاجئها قليلاً , فلم تكن تعلم إنني كبرت وأفكّر بالزواج حالي كحال أي فتاة تجاوزت العشرين ,, فقد كانوا يظنون إنني لا زلت طفلة .. عجيب أمرهم ,, أولم يعلموا إني قاربتُ على انتصاف العشرينيات ؟

مرّت الأيام تلوّ الأيام ,, إذ تقّدم إليّ شاب مُلتزم عُرِفَ عنهُ الخير والصـلاح , فقد كان يدرسُ في كلية الشريعة وهو إمام ويُحضّر الماجستير حالياً ,, فَرحِتُ جداً , واستبشرت خيراً ,, فقد أخبرتني أخته أنهم سيتقدمون لخطبتي.. ومَهَدتُ الأمر لوالدتي ,, حتى جاء مع أهلهِ .. ولكِنْ كانت الصاعقة !! أبي رده دون أي مُبرّر , وكانت مي قد تخرجّت أيضاً ,, فلم تُعد هُناك أسباب لرفض والدها الزواج ..
تقول
مي : أسرعتُ لغرفتي , أغلقتُ عليّ الباب , بكيّتُ بقوة , تأملتُ جداً ..
إنهُ حلمي , لِمَ دمرّوه , لِمَ حَرموني منه .. أرتفع نحيبها وبكاءها .. ولكِنها أخفت ذلك بأنين يكادُ أن يُقطع أنفاسها وقلبها ..

كفى لوماً أبي أنت الملامُ كفاك ...............


ودّت (
مي ) لو أنها استطاعت أن تصرخ بأعلى صوتها ,, وتقول لّنْ أسامحك يا أبي ,, بنات عمّاتي وخالاتي ,, أصبحوا أمهّات ,, وخالات وعمّات , وأنا بين الجدران الأربعة , أحدّثها ليل ويرتد صدى صوتي إلي , لا زوج أتكلم معه , ولا خليل كباقي الفتيّات ,, بكَت مي كثيراً واحتضنت وسادتها وذهبت في سُباتٍ عَمِيق ,, علّ هذا السُبات أن يُخفف وطأة الألم ..

في صباح اليوم التالي .. استيقظت
مي على طرق الباب .. إنها أمها .. فتحت لها الباب وعادت إلى وسادتها تُريد أن تُخفي آثار البكاء والحزن عَنْ وجه أمها , ولكِنْ أمها لاحظت ذلك ,, فقد بدى وجه مي الطفولي ,, شاحباً مُصفراً يُلف يُحيط السواد عيناها , فقالت لها أمها :مي مابكِ أخبريني يا حبيبتي ,, واحتضنت أمها وبدأت تبكي بحرقة وألـم ,, ولكِنها خشيّت أن تخُبر أمها بأن بكاءها هو بسبب الزواج , فالفتاة مليئة بالحياء تستحي من هذهِ الأمور ,, إلا أن أمها أحسّت بها وقالت : أنتي حزينه لأن أبوكِ رفض فُلان , قالت مي وهي تكفكف دموعها , نعم , صويحباتي أمهّات , وأبي يرد الخطاب عني , حتى ذاع ذلك بين الناس , فأصبحوا لا يفكرون بخطبتي حتى لا يحرجهم أبي بالرفض ,, أرجوكِ يا أمي , انصحي أبي ..

أطرقت الأم رأسها وقالت : إن شاءَ الله , كلمته كثيراً ولكِنْ يقول " بنتي وأنا أدرى في مصلحتها " , ولكِنْ لا عليكِ يا
مي , إن الله يحبك ولن يضيعكِ .. بدأ الأمل ينبض في عروق مي ..

تجاوزت
مي .. السادسة والعشرون .. ولم يأتِ لخطبتها أحد ,, وكانت أسئلة صديقاتها تُؤلمها :
"
مي لِمَ لم تتزوجّي بعد .. أنتِ جميلة وجامعيّه وذات دين وخُلق .. "
كانت
مي تبتسم بكل كبرياء وقوّة وتقول : قسمة ونصيب .. إنها تبتسم نعم , ولكِنْ بداخلها براكيـن مِنْ الألـم تكاد أن تتفجّر ..


مرّت الأيام تلو الأيام , بدأت تفقد مي رونقها ,, وبدأ جمالها يقل نسبياً , فهي على أبواب الثلاثين ,, أصبحت حياتها مملة لا طعم لها , تذهب لعملها في المدرسة , ثم تعود إلى البيت , تبدأ بتصحيح مُذكرات الطالبات وأوراق الاختبارات , ثم تجلس قليلاً مع أهلها , وتذهب لتحبس نفسها في غرفتها , مأوى أحزانها وكبرياءها , فرض عليها أبوها أن تبقى حبيسة الجدران الأربع , بلا زوج , بلا أبناء ,, تُساير ظلام الليل المُوحش ويُسايرها ..


" عُذراً .. والدي العزيز .. لَنْ أسامحك "

مي ,, ذات الثلاثون عاماً انهارت أحلامها .. وتلاشت ذكرياتها .. تبددّت آمالها .. أصبحت هزيلة .. شاحبة الوجه .. بدأ الشيب يخط أولى خطواته .. مُعلناً عَنْ انتهاء الحياة في قلب مي .. آآه كًمْ أكرهك أيها الشيب .. هكذا قالت مي .. بلا شعور .. ضممتها أمها وهدأت مِنْ روعها .. بكت كثيراً .. تركتها ترتاح .. وخرجت....... ودخلت عليها في اليوم التالي وقد تأخرت دخلت عليها وجدتها ملقاه على ارضية الغرفة وقد ملا الدم جسدها فقد قطعت شرايين يديها وانتحرت من اجل ماذا من اجل ابيها ومن اجل ان حلمها تبدد فى الضياع واصبح مجرد حلم فقد انتقلت مي إلى الرفيق الأعلى وكلمة واحدة تتردد على شفاتاها ..........

(عذرا... يا والدي العزيز..... لن أسامحك) ........


((سارة))انتفضت ((سارة)) انتفاضة خفيفة وهى تنظر إلى التلفاز وقد ملئت كلمة(( النهاية)) الشاشة وقامت لتلبى نداء والدتها فقد انتهى الفيلم العربي((عذرا ....والدي العزيز......لن أسامحك))